القضية الفلسطينية وحلها في المنظور الإسلامي

The creation of Israel was a conspiracy hatched by British Government (UK) in London. UK was the main player for scheming of the Zionist Jews home land, Israel. Balfour was thus an act of injustice and turmoil. Then the Muslims were not very politically active. However the Palestinian never accepted the illegitimate act and kept on resisting and sacrificing precious lives. Here this article is reflection of an educated Palestinian Dr Ahsaan Samarah on the Palestinian Israel Conflict.

2023-11-11 13:05:51 - Muhammad Asif Raza

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القضية الفلسطينية وحلها في المنظور الإسلامي

 

في الأساس يجب النظر للقضية الفلسطينية على أنها قضية مفصلية في الصراع بين الإسلام والمسلمين وبين التيار الحضاري الإستعماري الغربي الصهيوصليبي،وليس صراعا عربيا يهوديا،حيث أن الحركة الصهيونية القائمة على الهرطقات التوراتية،لا علاقة لها بالديانة اليهودية

وإنما هي حركة سياسية علمانية استعمارية من فبركة الدولة البريطانية العميقة بتوافق مع الدول والدوائر والمؤسسات الاستعمارية الغربية الصليبية استدعتها توصيات لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في الحرب الصليبية في المنصورة في أعقاب هزيمة الصليبيين سنة١٢٥٠م في المنصورة، اي قبل ميلاد هرتزل والحركة الصهيونية وميلاد بلفور ووايزمن،حيث أوصى في وثيقة بما يلي:

"إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين بالحرب

،وإنما بالسياسة على النحو الآتي:



١:-إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، ويعمل على توسيع شقة الخلاف بينهم ما أمكن.

٢:-عدم تمكين البلاد الإسلامية من أن يقوم فيها حكم صالح.

٣:- إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة فيها عن القمة.

٤:-الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحي في سبيل مبادئه.

٥:-الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة العربية.

٦:-العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية، وجعلها تمتد حتى تصل إلى الغرب.


وما تلى ذلك من مؤتمرات توصي بضرورة زرع دولة غريبة موالية للغرب ومعادية للإسلام والمسلمين،لضمان بقاء الغرب وحضارته في تفوق دائم على المسلمين،فكان من جراء ذلك اهتمام فرنسا وبريطانيا بفلسطين باعتبارها نقطة ارتكاز لكل قوى العالم والمركز الإستراتيجي سياسيا وعسكريا،وما لها من قدسية عند كلٍّ من المسلمين واليهود والنصارى،ولموقعها الجغرافي الواصل بين إفريقيا وأسيا،


ولذلك حرصت الدول الغربية على زرع الكيان الإسرائيلي فيها، باعتباره ذو طابع حضاري غربي،ومعادي للإسلام والمسلمين،ليحول وجوده دون قيام أي نهضة حضارية إسلامية للمسلمين،بحسب ما أوصت به المؤتمرات لضمان تفوق الدول الغربية الصليبية على المسلمين وتوهين علاقتهم بالإسلام،وإلحاقهم بالتبعية للغرب وحضارته المادية وطرائقه في التدين وطراز العيش،كمؤتمر كامبل  بنرمان الذي عقد سنة ١٩٠٥م واستمرت جلساته حتى سنة١٩٠٧م بدعوة من حزب المحافظين البريطاني بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق الغرب على العالم الإسلامي .


وقد اتفقت أراؤهم على ضرورة جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود،وقد جرى العمل على ذلك والتهيئة له منذ أوائل القرن التاسع عشر، بعد إصدار هرتزل كتابه الدولة اليهودية سنة١٨٩٦م وانعقاد مؤتمر بال بسويسرا سنة ١٨٩٧م،في إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية،وقد اغتنمت بريطانيا احتلالها لفلسطين في الحرب العالمية الأولى بأن أوصى بلفور وزير خارجيتها بمنح فلسطين وطنا قوميا لليهود وذلك بتاريخ ١٩١٧/١١/٢م،ومن ثم قامت بريطانيا بتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، منذ١٩٢٢م،و١٩٢٣م،١٩٣٥م والبطش بأهل فلسطين والتضييق عليهم لإلجام الهجرة من فلسطين وإحلال اليهود محلهم،


إلى أن انهت بريطانيا انتدابها على فلسطين لتسليمها للكيان الإسرائيلي سنة ١٩٤٧م،الذي قد مكن من ذلك بالإعلان عن دولة إسرائيل عقب حرب صورية سنة١٩٤٨م واعترف بها دوليا من قبل روسيا وأمريكا وغالبية الدول الممثلة في الأمم المتحدة،وما زالت الدول الغربية وأمريكا ترعى وجود الكيان الإسرائيلي في فلسطين وتمده بأشكال شتى من الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري،


حيث توخت الدول الإستعمارية الصهيوصليبية من وراء ذلك التخلص من مفاسد اليهود وشرورهم،ومشاغلة الأمة بهم،وجعل هذا الكيان ممرضا للأمة وشعوبها،مستنزفة قواها وطاقاتها البشرية والمادية في دوامة الصراع العربي الإسرائيلي،إلى جانب جعله باعثا على وضع بذور الفرقة والخلاف فيما بينهم، والتلهي بذلك الصراع عن مواجهة دول الاستعمار الغربي أس البلاء،وعن بذل الجهود للتحرر من ربقة الاستعباد للغرب،والانفكاك من التبعية له،وصرف الأمة بذلك عن السعي للنهضة الصحيحة على أساس الإسلام،


وبذل أي محاولة للخروج من وهدة التخلف والانحطاط ، والمعافاة مما هي فيه من وهن،هذا ما يجب أن تفهم على ضوئه قضية فلسطين،فهي قاعدة عسكرية متقدمة لخدمة الأغراض الاستعمارية الصهيوصليبية،بعيدا عن التضليل والمغالطات التمويهية التي تشاع عن الحركة الصهيونية ومؤتمر بال والبروتوكولات المزعومة التي تسمى بروتوكولات حكماء صهيون، ونحو ذلك من المزاعم البريطانية والعملاء لها، وبعيدا عن كونها أرضا محتلة من قبل اليهود بدوافع توراتية مزعومة، ونحو ذلك مما ينسي الأمة جوهر القضية الفلسطينية بأنها قضية صهيوصليبية استعمارية جعلت الحركة الصهيونية القائمة على مزاعم وهرطقات توراتية رأس حربة ومخلب افتراس فيها..


حيث أن مسار الأحداث في وجودها وتطور المشروع الصهيوني والظرف الدولي الذي ساعد الدول الغربية الإستعمارية على تبنيه على إثر وراثة الدولة العثمانية التي أطلق عليها أسم الرجل المريض،والعمل على فككتها من داخلها فكريا وسياسيا بعد تورطها بالمشاركة في في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا...ومع انتصار الحلفاء الغربيين على ألمانيا والدولة العثمانية المتحالفة معها،تم للدول الغربية بقيادة بريطانيا وفرنسا احتلال الكثير من أراضيها وتقاسمها فيما بينهم كمناطق نفوذ استعماري،


 وفي غضون ذلك صدر وعد بلفور سنة١٩١٧،وشرعت بريطانيا بنفسها في رعاية المشروع الصهيوني وتطويره منذ سنة١٩١٧-وحتىسنة١٩٤٨ فكريا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا على نحو يؤول لإيجاد كيان سياسي صهيوني في فلسطين يكون قاعدة عسكرية استعمارية في قلب الوطن العربي، وعملت على ضمان بقائه واستمرار وجوده،وعلى إبقاء الدويلات العربية مناطق نفوذ استعماري،وقد تم إنشاؤها وفق ما يعرف بمشروع سايكس بيكو دولة هزيلة ضعيفة متخلفة منقسمة على نفسها.


 لتحقيق ما قاله الجنرال اللنبي قائد القوات البريطانية التي دخلت مدينة القدس بعد الانتصار على الجيش العثماني١٩١٧/١٢/٩م"اليوم انتهت الحروب الصليبية" وما قاله الجنرال غورو القائد الفرنسي عند دخوله دمشق ١٩٢٠/٩/٢٥م حيث وقف أمام قبر صلاح الدين الأيوبي وقال:"ها قد عدنا يا صلاح الدين"،وقد استمر الأمر على ذلك وازداد الأمر سوءا مع وراثة أمريكا لهذه التركة الاستعمارية الصهيو صليبية، فلذلك وجود ما تسمى إسرائيل في فلسطين ليست قضية إحتلال أرض،


وإنما هي من القضايا الإستعمارية الصهيوصليبية الإستراتيجية في الذهنية الغربية الأمريكية منذ الهزيمة للصليبيين ومرورا بوعد بلفور لتكون منطقة حاجزة بين أفريقيا وآسيا،وقاعدة استعمارية متقدمة للغرب،ونقطة اتصال وتواصل بين الدول الغربية الإستعمارية ومناطق نفوذها الاستعماري،و تقطع السبيل على أي مشروع وحدوي نهضوي في العالم الإسلامي، وعلى ضوء هذه النظرة للقضية الفلسطينية،لا يتأتى تحرير فلسطين بالمناورات السياسية بأساليب عسكرية مفبركة في شكل فصائل قتالية تارة بشعارات وطنية،


 وأخرى بشعارات قومية،أو بشعارات دينية، أو بحروب مفتعلة تجريها دول عميلة بين حين وحين لاستنزاف طاقات الأمة عامة وأهل فلسطين خاصة في حروب مصطنعة مع الذنب دون الرأس،مؤداها تيئيس الأمة واحباطها،وزعزعة ثقتها بنفسها في قدرتها على تحرير بلادها من التبعية للإستعمار أو تحرير فلسطين من رجس الكيان الإسرائيلي المحمي استعماريا،


وتوهين عزيمتها عن القيام بأي محاولة لذلك،فينتج من ذلك تقوية الكيان الإسرائيلي وتعزيز وجوده وبقائه،وعليه فإن تحرير الأمة من جميع التبعات الاستعمارية فكريا وروحيا ودينيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا ونفسيا هو السبيل الوحيد للتحرير، وذلك يتطلب العمل على تطهير البلاد من الآثار والمخلفات الإستعمارية الفكرية،والسياسية، والمجتمعية،والدينية الشكلية البديلة،


والعمل بوعي وجدية وإخلاص على استرجاع الأمة الإسلامية لهويتها الإسلامية في شكل أمة واحدة موحدة فكريا وسياسيا في دولة إسلامية راشدة تجمع شتاتها وتوحدها في كيان سياسي إسلامي واحد،يبذل قصارى جهده بإخلاص على إعداد العدة الروحية والفكرية والمادية والمعنوية اللّازمة لتحرير الأمة الإسلامية عربها وعجمها من التبعية للدول الإستعمارية الغربية الحاضنة للكيان الإسرائيلي والداعمة لوجوده والحامية له والمحافظة على بقائه…


 امتثالا لقوله سبحانه:"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم…


 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم أذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من

النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون"آل عمران:(١٠٠-١٠٣)،


وقوله سبحانه:"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين،فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" المائدة:(٥١-٥٢".صدق الله العظيم.

داکتر إحسان سمارة


More Posts